ليس في الجودة شيء أصعب من الصبر، إما عن المحبوب أو على المكروهات. وخصوصا إذا امتد الزمان أو وقع اليأس من الفرج. وتلك المدة تحتاج إلى زاد يقطع به سفرها، والزاد يتنوع من أجناس، فمنه تلمح مقدار البلاء، وقد يمكن أن يكون أكثر، ومنه أنه في حال فوقها أعظم منها، مثل أن يبتلي بفقد ولد عنده أعز منه، ومن ذلك رجاء العوض في الدنيا، ومنه تلمح الأجر في الآخرة. ومنه التلذذ بتصوير المدح والثناء من الخلق فيما يمدحون عليه، والأجر من الحق عز وجل. ومن ذلك أن الجزع لا يفيد بل يفضح صاحبه، إلى غير ذلك من الأشياء التي يقدحها العقل والفكر. فليس في طريق الصبر نفقة سواها، فينبغي للصابر أن يشغل بها نفسه، ويقطع بها ساعات ابتلائه وليس هنالك علاج افضل من قراءة القران والتوكل على الله-وكما قيل
سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري ***** و أصبر حتى يحكم الله في أمري
و أصبر حتى يعلم الصبر أني ***** صبرت على شيء أمر من الصبر