يا درة حواها النيل واحتواها البر إنها قلي مدينة توسدت النيل وعانقت الثريا وافترشت الثرى واحتضنت القمر ما أروعها وما أجملها كانت المدينة عندما كانت المدن قرى وعندما كانت القرى براري وبوادي ذلك عندما انشئت كمدينة في الثلاثينيات من القرن الماضي قل لي أين هي؟ أصف لك موقعها إنها تقع على الضفة الغربية من النيل الابيض الهاديء ولروعتها وجمالها فقد انحنى النيل عندها كما الخجول الذي لا يقابلك إلا بشقه الايسر تحديدا لذا نجد النيل عندها ينحني انحناءة الخجول فيجعلها على يساره وعندما يتخطاها شمالا ينطلق مزمجرا بعد ذلك الهدوء الخجل فيتسع ليبتلع مساحات واسعة إلى مجراه الكريم حيث يغير مجراه من اتجاه الشمال الجغرافي ليلتهم في جوفه الاراضي الواقعة شمال غرب المدينة حتى تخوم ود شمام هذا الابتلاع وهذا الجور الواضح ما هو إلا فرحة بمروره بتلك الرائعة قلي وهذا ما يعرف بالنيل وهو غير النهر حيث يغطي مساحات شاسعة في زمن الفيضان وينحسر عنها في موسم الصيف ليترك عالما جميلا من الخضرة والغابات التي قل أن توجد في غير هذا المكان وتصبح الارض وقد ارتوت حد االشبع ليزرعها أهلها جروفا تنتج انواعا من الخضر والثمار كما تغطيها غابات متشابكة الاغصان ظلا ظليلا وارفا لمن يرتاده ويخلف اعشابا ونباتات وكلأً وفيرا للماشية ولمن أراد عسلا سايغا للشاربين وأنواعا من الطيور والحيوانات تكاد لا توجد إلا في امريكا اللاتينية وهنا يتحول المناخ من خلال الغابات والنباتات إلى مناخ استوائي حقيقي، الجدير ذكره أن هذه المساحات لا تنفك مصاحبة للنيل حتى تخوم الدويم وفي مسيره هذا يبتلع النيل في احشاءه جزيرة أم جر بمشاريعها الزراعية وقراها التي قيل أنها أكثر من ثلاثين قرية هذا بفضل الله عز وجل ولخجل النيل عندما مر بقلي فما كان منه إلا وأن يغطي كل تلك المساحات لما رأه من روعة أخجلته للدرجة التي لم يستطع أن ينظر في وجهها البهي ...... ونواصل