محمد احمد البشير عبدالغفا المشرف العام
عدد المساهمات : 8 نقاط : 19 تاريخ التسجيل : 22/07/2009
| موضوع: مهنتي التي أحببت الأربعاء 19 أغسطس 2009 - 9:42 | |
| في ذلك الزمان كنت متحمسا لهذه المهنة لدرجة فاقت الحماس والحب بل العشق ووصلت بي إلى مرحلة الوله والهيام فمنذ أن تعلمت أن أقف أمام هؤلاء الاطفال ببراءتهم وعفويتهم وحبهم للتعليم اشعروني قبل كل شيء أني وسيلتهم للوصول إلى المعرفة وأحسوني أنيربان سفينتهم المبحرة في ظلمات الجهل فبواسطتي يصلون إلى بر الامان وبأمانتي ينهلون من معين المعرفة وهم يتشبثون بي خوفا من الغرق في ظلمات الجهل وحينها عرفت أن المسؤلية جدُّ كيبرة وجدُّ خطيرة ولحظتها فقط عرفت ماذا تعني كلمة معلم أو مدرس فهؤلاء الابرياء لا يفقهون سوى أني مَثًلهم الأعلى وقدوتهم في كل شيء وكما يقولون فإن غلطة الشاطر بعشرة لذا فقد علموني هؤلاء الاطفال الاخلاق الحميدة والانضباط العسكري والوضوح والشفافية في التعامل فإن كانوا صغارا اليوم فهم شباب غدا ورجال بعد غد وربما زملاء في المهنة في القريب كما وجدت أنا نفسي جنبا إلى جنب مع من درسني قبل أعوام قلائل وفي هذا أذكر وبكل الفخر والاعتزاز معلمي الاستاذ الجليل خليفة عبد القادر طه وهو أول مدير أتناول الطباشير من مكتبه لأؤدي أول حصة رسميا وهو الذي درسني بالمرحلة الابتدائية بمدرسة أم غنيم الابتدائية وكذلك الاستاذ الفاضل عبد الرحمن مدني الذي درسني بنفس المدرسة وأجده اليوم زميلا يرحب بي بحرارة غير معهودة ويفخر بي في طابور المدرسة الصباحي بأنني من غرسه ومن جهده هذا الوضع وأنا في أول يوم دراسي أجدني أنظر لهذا الطفل الصغير البريء الذي يمسك كتبه بكلتا يديه ولا تقويان على حملها ، أنظر إليه بنفس العين التي يراني بها هذا الاستاذ المبجل عبد الرحمن مدني في مقبل الايام كيف لا وهانذا اليوم أقف جنبا إلى جنب معه وكتفا إلى كتف معه نتناول الوجبة مع بعض يدا بيد وبالامس حينما كنت تلميذا له كنت أتناول وجبتي بالداخلية وهو بميز المعلمين كل هذه الخواطر وهذه المشاعر تدافعت وتراكمت في حينها لتقول لي إنك معلم اليوم لهذا التلميذ وهذا الطفل اليافع ولكنك لن ولم تكن معلما له مدى الحياة ولم ولن يكن طفلا هكذا مدى الحياة لذا يجب عليك أن تخاطب فيه روح الشاب والرجل والزميل فيما بعد فكان هذا أسلوبي وهذا نهجي وهذا ديدني منذ أول حصة وحتى وضعت الطباشيرة عن يدي بعد سبعة عشر عاما من العمل... ونواصل | |
|